(هيرالد الزيمبابوية) تنشر اعترافات مساعد مدرب المنتخب الزيمبابويجوي أنتيباس: اللاعبون رفضوا أداء مباراة ما لم يتسلموا نصيبهم من المال
أعترف: يدي استلمت مالاً ملوثاً وفي تايلاند عرفنا أننا لسنا في رحلة سياحية!
ترجمة: عبد الرحمن جبرة
نشرت صحيفة (ذا هيرالد) الزيمبابوية أمس اعترافات لمساعد مدرب المنتخب الزيمبابوي السابق (جوي أنتيباس) وذلك في ما يتعلق بقضية التلاعب بنتائج بعض مباريات المنتخب وهي القضية التي أطلقت عليها وسائل الإعلام في هراري اسم (آسيا قيت).. في ما يلي ترجمة لما جاء على لسان أنتيباس:
زعم مساعد مدرب منتخب زيمبابوي (جوي أنتيباس) أنه كان رفض الجلوس على الكنبة المخصصة لأعضاء الجهاز الفني وذلك بعد تصاعد شبهات بأن مباراتهم أمام منتخب تايلاند في ديسمبر 2009 قد تم تحديد نتيجتها سلفاً.
وتقوم لجنة تحقيق تابعة للاتحاد الزيمبابوي للكرة (زيفا) بالتحقيق في رحلات قام بها المنتخب لبلاد الشرق الأدنى وقال أنتيباس للجنة إنه سأل ضابط البرامج بالاتحاد (جوناثان موسافينجانا) عن أسباب تعليماته للمنتخب بتعمد الهزيمة بهدف في المباراة المذكورة وقال أنتيباس إنه تساءل عن حقيقة ما يحدث بعد أن عرف من موسافينجانا أن المنتخب سيحصل على أموال إذا خسر بهدف واحد.
وجاءت اعترافات الرجل لدى رده كتابياً على التحقيقات التي خضع لها أمام اللجنة التي يرأسها نائب رئيس (زيفا) إندوميسو قوميدي وتضم كذلك إيليوت كاسو.. بيندكت مويو وفونجاني شيهوري.. كما عبر أنتيباس عن ندمه على (تلقيه أموالاً خبيثة).
وكان الاتحاد الزيمبابوي كلف أنتيباس بتدريب المنتخب الأول في الرحلة المذكورة بعد فوز زيمبابوي بكاس كوسافا للمنتخبات عندما استضافت البلاد البطولة في أكتوبر من ذاك العام.. وحينها كان أنتيباس مساعداً للمدرب (صنداي شيزامبوا).
وفي رده على التحقيقات أرخ أنتيباس كيفية تكليفه بالرحلة وقال إن ذلك تم باتصال من موسافينجانا في يوم 26 ديسمبر 2009.
وجاء في اعترافات أنتيباس: (في صباح يوم 26 ديسمبر 2009 تلقيت مكالمة من مكاتب الاتحاد.. وأصدر لي السيد جوناثان موسافينجانا ضابط برامج الاتحاد تعليمات بأن أكون في مطار هراري عند الساعة الحادية عشرة صباحاً.. وفي صباح اليوم التالي 27 ديسمبر طلبوا مني عدم إخبار أي أحد بالرحلة عدا زوجتي.. ولدى وصولي المطار التقيت بالتشكيلة التي فازت بكأس كوسافا.. وفي الأصل كان هناك وعد من سلطات السياحة الزيمبابوية بتنظيم رحلة سياحية لنا إلى ماليزيا تكريماً لنا بعد الفوز بكأس كوسافا.. وكل من كان في المطار في تلك اللحظة أعتقد أننا ذاهبون إلى الرحلة التي وعدونا بها.. خلال رحلتنا كان السيد موسافينجانا هو رئيس البعثة).
ومضى أنتيباس في اعترافاته المكتوبة للجنة التحقيق: (الجهاز الفني كان مكوناً مني أنا جوي أنتيباس.. مدرب الحراس إيمانويل نياهوما.. مدرب اللياقة تومسون ماتيندا.. طبيب المنتخب ساشيكوني واختصاصي العلاج الطبيعي لويد مونقوا إضافة إلى 18 لاعباً.. وصلت بنا الطائرة إلى تايلاند وهناك فقط وبمجرد وصولنا أخبرونا بأننا سنلعب مباراة مع منتخب تايلاند).
كما زعم أنتيباس أنه تم تقديم البعثة إلى أشخاص آسيويين يعملون كوكلاء للتلاعب بنتائج المباريات وذلك قبل موعد المباراة وأضاف مساعد مدرب زيمبابوي: (في صباح يوم المباراة تم تقديمنا إلى رجال آسيويين وقد طلب منا هؤلاء الرجال أن نخسر المباراة بنتيجة 0/1 مقابل أن يدفعوا لنا بسخاء.. وعلى الفوز تأكدت من أنهم يعملون كوكلاء مراهنات.. ناقشتهم وقلت لهم من الصعب علينا أن نخسر بهدف واحد لأن اللاعبين كانوا في فترة الراحة بعد نهاية الموسم.. لكن السيد جوناثان موسافينجانا طلب مني اللعب وفقاً للتعليمات.. فقلت له إنني لا أريد أن أتورط في الصفقة.. وخلال المباراة كان هناك آسيوي آخر أعتقد أنه عضو في وكالة مراهنات آسيوية.. كان يجلس على كنبة منتخبنا الوطني وكان يستقبل مكالمات هاتفية وكان يخبر الطرف الآخر الذي كان على الخط بكل ما كان يحدث في ملعب المباراة).
وزعم أنتيباس أنه كان من الصعب على فريقه أن يحرز أهدافاً.. لكنه قال إن وكيل المراهنات غضب بعد نهاية المباراة التي أسفرت عن هزيمة زيمبابوي 3/0.
ومضى مساعد مدرب زيمبابوي في إفاداته: (كان من الصعب على لاعبينا تسجيل هدف لأن لياقتهم كانت متدنية كما مارس علينا الخصم ضغطاً مستمراً أسفر عن هدفين آخرين في الشوط الثاني.. والنتيجة النهائية كانت 3/0 ولم نحصل على أية أموال من تلك المباراة لأن النتيجة لم تكن هي تلك التي طلبت منا.. غضب رجل المراهنات الآسيوي لأنهم اعتقدوا أننا عقدنا مع رجال مراهنات آخرين ولهذا لم يدفعوا لنا أموالاً.. وفي اليوم التالي 29 ديسمبر 2009 سافرنا إلى ماليزيا.. وهناك أخبرنا السيد موسافينجانا بأن المال سيأتي على قدر خيبتنا.. ثم التقينا برجل آسيوي فأخبرنا بأنهم سيعطوننا بعض المال بالعملة الماليزية لنسير أمورنا.. ثم قام وكيل المراهنات الآسيوي بتنظيم مباراة أخرى أمام بطل الدوري الماليزي سيلانقور.. لم تكن هناك شروط هذه المرة وفزنا بنتيجة 3/0).
وقال أنتيباس إن اللاعبين كانوا هددوا بالإضراب قبل المباراة الثالثة في الرحلة وقال إن اللاعبين رفضوا المشاركة في المباراة ما لم يتسلموا نصيبهم من المال.. وأضاف: (بعد يومين لعبنا مع المنتخب السوري في كوالا لمبور.. ورفض اللاعبون أداء تلك المباراة قبل تسلمهم المال.. وتأخرت انطلاقة المباراة 20 دقيقة إلى أن جاء وكيل المراهنات الآسيوي إلى الاستاد وقام بدفع 500 دولار لكل واحد من أعضاء الجهاز الفني واللاعبين.. وقد غضب مراقب المباراة من سلوك اللاعبين قبل بداية المباراة لأنهم رفضوا حتى ارتداء ملابسهم.. وبمجرد تسلم كل لاعب للـ500 دولار قاموا بتغيير ملابسهم ودخلوا الملعب دون أن يقوموا بعملية إحماء كافية.. مرة أخرى لم أكن متورطاً في اختيار اللاعبين وقد هربت من مهمة اختيار التشكيلة ومن محاضرتهم.. لقد كان السيد موسافينجانا يقوم بإصدار التعليمات من مكانه في الدكة في الوقت الذي كان يتلقى فيه اتصالات هاتفية من رجل المراهنات الآسيوي.. وكلما تلقى مكالمة كان ينهض من مكانه ويصرخ في وجه اللاعبين مطالباً إياهم بالسماح للمزيد من الأهداف بدخول مرمانا وانتهت المباراة بالنتيجة التي طالبونا بها وهي 6/0.. لقد كان من المخجل المواصلة حتى النهاية في تلك المباراة.. وبعد المباراة غادرنا إلى المطار ولدى وصولنا إلى هناك التقى السيد موسافينجانا بواحد من وكالة المراهنات الذي أعطاه مبلغاً وطلب منه توزيعه علينا.. حصل كل واحد من أعضاء البعثة الفنية على مبلغ ألف دولار إضافة إلى مبلغ آخر لم أتأكد من مقداره وقيل إنها نصيب الاتحاد الزيمبابوي وقد احتفظ السيد موسافينجانا به.. لم يكشفوا لنا الرقم الحقيقي لذاك المبلغ.. في الختام يجب أن أقول إن أيادي تسلمت مالاً ملوثاً بعد أن أجبرني السيد موسفينجانا على أن أكون جزءاً من هذه المباريات التي تم التراهن على نتائجهابطريقة غير قانونية).
وقالت الصحيفة بعد عرضها لاعترافات أنتيباس: (من سخريات القدر أن رحلة ديسمبر 2009 التي أثارت قضية التلاعب أعقبتها رحلات أخرى لكن لا مجلس إدارة الاتحاد الزيمبابوي ولا مفوضية تطوير الرياضة قاموا بإيقافها)!