كيف نرتقي بعمل بعثات الحج من تجاربنا في كل عام
والناظر لمشاكل البعثات يجد إن المشاكل كما هي ولاشي جديد ولحيث إني كنت احد أفراد بعثة النصرة وهي بعثة متطوعة من المقيمين بالمملكة تساند بعثة الحج فقد رفعت هذه المذكرة وهي بمثابة تقرير رفعته في عام 1419هـ وهذا نصه
المكرم / سفير جمهورية السودان بجدة / المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وكل عام و انتم بخير و جاليتكم والأمة الإسلامية في تقدم
ورفعة , وبعد التحية ـــ ونحن في أشهر الحج أتمنى لحجاجنا ـــ حجا"مبرورا"وسعيا
مشكورا" ـــ وسعيا"متقبلا"ـــ و عودا" محمودا"ـــ وأحب أن ارفع لسعادتكم هذه الملاحظات
والمقترحات علي أداء بعثة الحج لهذا العام 1419هـ في مني حيث إني عملت معهم في بعثة النصرة ، ومنها ماهو متعلق بالمطوفين ودورهم ومندوبيهم وعمالهم ، وبعضها متعلق بعمل البعثة وبعضها بحجاج الداخل وسوف الخص لكم بعضها في المخيمات 77 الموقع35ب و78 الموقع 35ج و76 الموقع 35ا سودان وعملت ومعي الأخوان عاصم حاج احمد محمد إبراهيم وحاتم ميرغني ابوشورة ومع النساء زوجة الأخ حاتم ميرغني وألخصها لكم في الآتي :ـ
1/ المطوف محمد المعاجيني كان معنا في المخيم 77الموقع 35ب سودان وبعد وصول الحجاج إلي مني واستقرارهم كل مجموعة في خيمة ، وبعدما قسم المخيم لقسمين قسم للرجال وقسم للنساء ، وصل هذا المطوف بعد المغرب ومعه زوجته وأولاده واخرج مجموعة من النساء من خيمتهن بحجة إن هذه الخيمة خاصة بالمطوف ، ولم تجد تلك الحاجات مكانا مريحا ليجلسن فيه طيلة أيام مني ، ( واعترضنا عليه وقلنا له لماذا لم يحجزها وقال لنا إن ناس البعثة لهم علم بان المطوف له خيمة في المخيم ) ولحيث إننا بعثة متطوعه قمنا بتوزيعهن علي بعض الخيام ، وتركنا الخيمة لزوجته وأولاده الذين يتحركون في داخل المخيم وسط النساء خارجين وداخلين ،
2/ وفي المخيم 77الموقع 35ب سودان لم يقم المطوف بتنظيف المخيم إلا في أول يوم فقط ، مما أدي إلي تراكم الفضلات والأوساخ ، وأصبحت رائحة الفضلات تزعج الحجاج وعدم النظافة يساعد علي نقل العدوي والأمراض ، وعندما سألنا الأولاد العاملين مع المطوف أفادونا بأنهم غير مسؤلين عن النظافة وقالوا لنا إن ماقاموا به من نظافة في أول يوم كان مساعدة منهم لنا ، وعليه تركوا النظافة باقي الأيام وقمنا بجمعها وإخراجها خارج المخيم في الأيام الباقية .
3/ مع كل مطوف مجموعة من الأولاد العاملين حوالي 15 واحد في كل مخيم وفيهم حراس امن ودفاع مدني خوفا من الحرائق ومنهم حراس للأبواب وأحيانا نلفت أنظارهم علي أشياء ولايلتزمون بتوجيهاتنا وأحيانا لايحترموا مشاعر الحجاج بحوامة بعضهم داخلين وخارجين من غير المسؤلين عن الدفاع المدني ( حيث إنهم يراغبوا الحجاج من استعمال الهيترات والسخانات والبوتوجازات خوفا من الحرايق ) ولكن لاداعي لحوامة الباقين خاصة وسط مخيمات النساء
4/ إعلام البعثة كان ضعيف جدا وأحيانا يتعطل الميكرفون لمدة يومين ومايتم تصليحه كما حصل بالمخيم 76الموقع 35أ ، وتوصيل الميكرفونات داخلية فقط وحتى بالداخل بالمخيم 77الموقع 35ب مكان النساء لم يوصل لها الميكرفونات ، وعليه قد حرمت النساء من كافة المحاضرات التي قدمت من قبل الشيوخ ، وماقدم لهن قدم بواسطة ميكرفون اليد بواسطة الداعيات من النساء
5/ والمحاضرات التي قدمت محاضرات جميلة وقيمة وشملت كل الأحكام المتعلقة بالمناسك وتم أدائها بصورة مؤثرة ويشعر الواحد منا بخشوع الشيوخ من نبرات حديث الصدق الذي يخرج من قلوبهم قبل أفواههم ، ولو قدموا هذه المحاضرات في غير هذا الزمان والمكان لما أدوها بهذه الصورة التي قدمت بها ، ولكن مع الأسف لم تقم البعثة بتسجيل تلك المحاضرات القيمة لتكون مادة دعوية وعلمية لكي يستفاد منها في توعية الحجاج في المستقبل أو ليتم تبادلها بين المخيمات أو لترسل للتلفزيون لأننا في حاجة ماسة لمثل تلك المحاضرات والتسجيل الداخلي حرم حتى حجاج الداخل والذين أصبحوا يذهبوا ليجلسوا بجوار مخيمات البعثة السعودية لسماع الفتاوى الفقهية
6/ البعثة حسها الأمني ضعيف وتركت الأبواب مفتوحة علي مصراعيها للداخل والخارج ن مما جعل بعض حجاج الداخل يجلسوا بصورة دائمة داخل المخيم وسبب ذلك إزعاج للحجاج والحركة تستمر إلي وقت متأخر من الليل ، ومن الحجاج من لم يجد حتى مكان لينام فيها مما يضطره للخروج لينام خارج المخيم ، ولم تقم البعثة بالدورية الكافية وتسهر في مراقبة أمتعة حجاجها ليناموا آمنين
7/ لم يتم حصر الحجاج في مني بطريقة صحيحة وعدم التشديد جعل بعض الحجاج يتجاوزوا تعليمات البعثة ولايتقيدوا بتوجيهها ولم يلتزم كثير من الحجاج بالمكان المخصص لهم والذي تم إنزالهم فيه حيث وزعت البعثة حجاج الجو في مخيم وحجاج البحر في مخيم ولكنهم تحولوا ليكونوا مع أهلهم وأقاربهم متجاوزين لنظام البعثة ، كما إن البعثة لم تسجل كل الحجاج عبر جهاز حاسوب لكي يسهل البحث عن أية احد عندما يصل إنسان بيسال عن حاج أو عن حاجة وخاصة حجاج الداخل الذين يرغبوا في مساعدة أهلهم الكبار ، والبعثة لاتهمتم بكثير من البلاغات الواردة من خيرين ولاتسجل إلا بلاغات المفقودين فقط
8/ تقوم البعثة بالتنبيه بالميكرفون بصورة مزعجة ولساعات طويلة مما يسبب إزعاج للحجاج ويجب أن تخصص زمن في أوقات معينة للتنبيه عن المفقودين والمفقودات من الحجاج وتترك باقي الزمن للراحة والبعثة تنده اسم حاج علي حسب طلب من يسال عنه وقد يكون أصلا من غير النازلين بهذا الموقع وعدم الحوسبة يجعل البعثة تنده اسمه 20 مرة في اليوم وهو نازل في مخيم أخر
9/ نشيد بدور الكشافة السعودية في توصيل التائهين من الحجاج إلي المخيم إذ يقوم الكشاف بإحضار الحاج من مكان بعيد إلي المخيم ويسلمه للبعثة ويقوم بتسجيله عند المطوف ومن حركتهم تعرف قدر العمل الذي يقوم به الكشاف ، ومع تقديرنا لمجهودهم الطيب الذي يقوموا به ، كنت أتمني إن يقدم لهم صوت شكر عبر البعثة لكي يهتموا أكثر بحاج السودان في المرات القادمة ومن لايشكر الناس لايشكر الله ودعواتنا لهم ولحكومتهم بالتوفيق .
10/ هنالك من الحجاج من يبلغ بفقدانه لكل قروشه ونحن نحسبه صادق في كلامه ، والبعثة تقف مكتوفة الأيدي ولاتقوم بأي دور نحوه ولاتعرف ظروفه ولاتقد رها ، والحاج الكبير الذي يفارق ابنه أو الحاجة التي تفارق ابنها وتتعفف من عدم سؤالها للناس وتتعرض للجوع مع ضربات الشمس وتصل للمخيم تعبانة وجائعة ومنهكة فالبعثة تدخلها للمخيم ولاتقوم بأي دور نحوها ، وكثيرا مايتعرض مثل اؤلئك الحجاج للأمراض نتيجة للتعب والجوع والحالة النفسية في حالة مفارقة الحاجة لاابنها أكثر من يومين
11/ يتم إبلاغنا من احد الحجاج السودانيين بأنه سمع أو وصفوا له حاج كبير في السن علي طريق الجمرات أو في مركز إرشاد التائهين أو تحت الكباري أو في أية مكان بعيد وظروفه غير معروفة ن والبعثة لاتحرك ساكن نحوه وكان البلاغ لايهمها ولاتقوم حتى بتسجيله ، والبعثة لايوجد لها عربية مخصصة في مني لتتحرك بها أو لتقوم بخدمة الحجاج بها وان وجدت تكون لتحرك المسؤلين فقط وليس لخدمة الحجاج علي الرغم من كثرتهم وأحيانا يصلنا بلاغ بان هنالك حاج سوداني حصل له حادث في المكان الفلاني أو إن هنالك حاج سوداني توفي ، وحتى يصل أهل المتوفي المقيمين من الدمام لاتصله البعثة ولاتعرفه
12/ وفي المخيم 77الموقع 35ب سودان عانينا من عدم تجاوب الهلال الأحمر السعودي معنا حيث إنهم ( المعنيين بعلاج الحجاج لوحدهم علي حسب الخطة الموضوعة من الحكومة السعودية لراحة كل الحجيج ) ولم يصدقونا ناس الهلال الاحمر في حالة بلاغنا عن الحالات ويطالبوننا بان نوصل لهم الحاج هناك ولم يسعفوا لنا غير أربعة حالات في اليوم بالسيارة ولم نجد نقالات بكراسي متحركة حتى نوصل بها الحجاج لنقاط العلاج ونحن نعزر الهلال الأحمر السعودي وبما إن الهلال الأحمر السوداني لادور له في مني علي حسب المتفق عليه فلماذا لاتوجد سيارة للبعثة السودانية لنوصل بها المرضي للهلال الأحمر السعودي ، وهنالك من الحجاج من يتجلد ويتحمل ولايحب ان يرفع بالنقالة بين الايدي الي مركز العلاج
13/ هنالك بعض الحجاج هداهم الله يستفزوا أفراد البعثة مما يجعل بعض أفراد البعثة يضيق خلقهم وأحيانا الاستفزاز يفقدهم الوقار ويجعلهم لايتعاملوا بالوقار المشهود لهم به والحق يقال إن اختيارهم اختيار موفق ولكن يجب علي الحجاج مراعاة وظروف رجل البعثة الذي يجلس لساعات طويلة ويجعل استغفاره وتسبيحه قضاء حوائج الناس وأحيانا يودي النقاش معهم للجدال والذي هو ممنوع في الحج ، والذي يعمل في خدمة ضيوف الرحمن يجب أن يتجمل بالصبر ويتحلي بالأخلاق الفاضلة حتى يقدر يؤدي الدور الذي من اجله خرج وهو خدمة الحجاج بعد أدائه لفريضة الحج .
14/ هنالك حاج بلغنا في البعثة بأنه قد ضاعت كل قروشه وبعد قليل وصلتنا احدي السيدات من بعثة المعلمين بكسلا وبلغت بوجودها لقروش ضائعة ، فلم يقدم لتلك الحاجة أية صوت شكر وكثيرا مايصلنا احد بوجود مفقودات وتسلم لااصحابها وبدون ما يشاد بدور وأمانة من أوصل المفقودات ، ،،،( الجزء 1) والباقي لاحقا