مررت بجانب حقل
بالأزهار والرياحين قد ملء
من كل صنف من كل لون
أحمر ... أصفر ... أبيض
أردت أن أشم الزهر والورد ... بعد رؤية العين
اقتربت منها لم تمانع ... بل زادت قرباً
حين أتاها نسيم من الهواء فمالت إليَّ
كانت تكسوها حبات من الندى .... لم تزل غضة طرية ...
ذكرتني بمن أهوى ...
فقد كانت صغيرة ... جميلة .... رشيقة .... شقية
لم ألبث في يدها سوى هنيهات قليلة ...
كنت بعدها في عالم اللاوعي ...
أفقدتني وعي ... فقد كنت في أواسط عمري
أفقدتني عقلي ... ولكن للقلب حكماً على العقل
فحين يعمل ... فذلك إيذاناً بإيقاف كل شيء
وإن كان العقل أصدق ... فالقلب أقوى ... وله في تصاريف العقل شؤون
فمن ذاك يقوى أن يكسر القلب ... ويعصي له أمراً
ما ذاك إلا امرئ قد زهد الدنيا ...
وكل ما في الدنيا ...
من جمالٍ ... من بهاءٍ ... من حسنٍ ... من صفاءٍ ... من نقاءٍ
ولكن أما علم ذاك الزاهد ... أن لا مفر من الدنيا إلا ... إلى الدنيا
تلك الدنيا التي نعشق ...
ونهوى ...
ونجري خلفها لنحيا فيها رغدا ...
ولكن الدنيا غادرة ...
لا تكاد تصفو على حال ...
فمرة أنت الأسعد...
ومرة أنت الأتعس...
ومرة لا تدري أين أنت ...
منها أم لست منها ...
معها أم ضدها ...
ولا مفر منها إلا إلى من نهوى