مااحوجنا إلي أئمة الجهاد
امة الإسلام ـ لكل امة أبطالها ـ ولكل قوم أسيادهم ـ ولولا المشقة لساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال ،ولأمة الإسلام القدح المعلي في كل خير وفضل في كل عصر ومصر ، فهنالك أئمة في الفقه أراد الله بهم خيرا ليسلك لهم به طريقا للجنة وهنالك أئمة في الورع والزهد والصيام ويدخلهم الله الجنة من باب الريان وهنالك أئمة في السياسة والحكم يدخلهم الله الجنة بعدلهم ، وزعيم هؤلاء جميعا وإمامهم وسيد هذه الأمة الرسول صلي الله عليه وسلم وهو القائل أنا سيد ولد ادم ولافخر ، وهو إمام الجهاد الذي استطاع أن يغزو في 20 سنة أكثر من 60 غزوة وسرية
فهلا وقفنا إخوة الإسلام مع سيرته العطرة ومع جهاده ؟ الم يكن مع من آمن معه مستضعفين في الأرض حتى ، أذن لهم بالجهاد وسألوا الله أن يجعل لهم من لدنه وليا ويجعل لهم من لدنه نصيرا ، فلنسال الله أن ينصر الأمة اليوم بان يجعل لها وليا وإماما يتحقق النصر علي يديه في هذا الزمن الذي هيمن فيه الكفار علي مسري رسول الله صلي الله عليه وسلم وتسلطوا علي رقابهم بواسطة هذا الاستكبار العالمي الذي أصبح يتوعدنا ويتهددنا ويتهدد بلاد المسلمين وأئمتهم ، فما أحوج الأمة اليوم إلى إعادة التاريخ المشرق لأئمة الجهاد والشهادة ، حيث تشرق في سماء المجد أسماء قادة غيروا مجرى التاريخ ، كان الرجل منهم يعد بأمة لا بألف..قادوا جيوش الإسلام ..وخاضوا معارك أغرب من الخيال ، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والاستبسال ، كانوا أسوداً تهابها الأسد في براثنها ، فلله در أبي عبيدة وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص والمثنى بن حارثة والقعقاع بن عمرو التميمي وعقبة بن نافع وموسى بن نصير وطارق بن زياد وقتيبة وصلاح الدين الأيوبي ،وغيرهم رهبان الليل وفرسان النهار ، ملأوا المحاريب خشوعاً وتبتيلا ، والميادين بطولة وتقتيلا . بكى الإسلام لغيبة فرسانه وافتقاده ليوث الوغى في وقت أحوج ما يكون إليهم ، ولكن أرحام النساء ما عقمت أن تلد الأبطال وتعيد مجد القادة وتأريخ ليوث الإسلام ، وعاد يسطع في سماء المجد والبطولة أئمة يحيون في الأمة روح الجهاد والاستشهاد ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
, إذا علمتم منـزلة الجهاد من الدين وموقعه في حياة سيد المرسلين ، علمتم درجة قادة الجهاد في الأمة وحقهم عليها ..يقول الله تعالى : ] إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم [ ، ويقول سبحانه ] يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم [ ويقول سبحانه : ] يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل . إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير [
وبالجهاد الذي فيه المشقة والعناء ، يذهب الهم والغم ، ولكنها المشقة البعيدة التي تتناحر دونها الهمم الساقطة ، والعزائم الضعيفة ، ولكنه الجهد الخطر الذي تجزع منه الأرواح الهزيلة ، ولكنه الأفق العالي الذي تتخاذل دونه النفوس الصغيرة ، والبِنْية المهزولة .
يقول الرسول الكريم ) ص) والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل " رواه البخاري ، ويقول الرسول الكريم ) ص) عليكم بالجهاد في سبيل الله ، فإنه بابٌ من أبواب الجنة ، يُذهب الله به الهم والغمّ " رواه أحمد[1] ًص)
ويقول الرسول الكريم ) ص) رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ،وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها ، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها "رواه البخاري ، ويقول الرسول الكريم ) ص) من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة " رواه أحمد والترمذي ، ويقول r :" موقف ساعةٍ في سبيل الله ، خيرٌ من قيامِ ليلة القدر عند الحجر الأسود " رواه ابن حبان ، ويقول الرسول (ص)
تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله ،وتصديق كلماته ، بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة " رواه البخاري ومسلم ويقول الرسول (ص)
إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة" رواه الترمذي وصححه ، ويقول الرسول (ص) إن للشهيد عند الله سبع خصال : أن يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويحلى حلة الإيمان ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه " رواه أحمد .
فأين نحن من سيرة رسولنا الكريم (ص) ومن سيرة أصحابه الكرام ومن العشرة المبشرين بالجنة ؟
الم يقتل في سبيل الله معظم العظماء وفي سبيل دعوتهم ولنصرة عقيدتهم الم يكن في الجاهد حياة الامة الم ؟ يقاتل سيدنا ابوبكر المرتدين ويرجعهم لحظيرة الإسلام بالجهاد ؟ الم تخمد أول فتنة في الإسلام بالسيف ؟ هل غاب عنا الفهم الصحيح للدين ام ركنا للدنيا وأصبح المجاهد هو الإرهابي والغازي والمحتل هو البري ؟ فمن نحن أيها الإخوة ؟ وماذا نريد ؟ ولماذا نحن مسلمون ؟ ولماذا تركنا فريضة الجهاد ، وماذ يريد منا أعداءنا وماجرمنا ؟ وماهي قضيتنا ؟
أنا يا صِحَابُ قضيةٌ مسلوبةٌ لعــب الدعيُّ بها وغاب الســـيد
أنا يا صِحَابُ مشاعرٌ موتورة للثأر تسعى والمســالك تُوصـــدُ
أنا يا صِحَابُ مدامعٌ محمومةٌ تَهْمي من الألم الممــُيتِ فـــتبردُ
أنا يا صِحَابُ من الجراح معذبُ في كل أرضٍ جرحــنا يتمـــددُ
في كل أرضٍ تُستباح دمـاؤنا في كل أرضِ يُسـتباح المسجـــد
هل هذه كشميرُ ضاع نحيبُها بين اللظى وبها الكـلابُ استأسـدوا
أم هذه القدسُ الجريحةُ تشتكي مما يخططه القريــبُ الأنــجـدُ
وأبِيتُ تلحقني معرَّةُ ذِلتي وبكاءُ أحبابي هناك استــنجــدوا
إن دماء الشهداء دائما ما يصنع منها حبال و أطواق للنجاة ، فمن غياهب الظلمة يشع النور، و من رحم اليأس و القنوط يولد الأمل ،و أشياء كثيرة تتغير و الظلام لا يظل ظلاما فلابد أن ينساح النور ليغمر وجه الحياة ،
أيها المسلمون إن الامة لاتفقد لاعبين الكرة ولا الممثلين ولا المغنين والمطربين ولكن تفقد الرجال الذين ناموا في الخنادق وليس الذين ناموا في الفنادق ، الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا ، تفقد شباب
ذللوا سبل المعــالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا
كماة إذا شهدوا الوغى يدكون المعاقل والحــصونا
كذلك أخرج الإسلام قـومي شباباً مخلصاً حرا أمينا
وان جن الظلام بهم فلا تراهم من الإشـفاق إلا ساجـدين
والتحية للمجاهدين في أفغانستان وفي فلسطين والتحية لااخوانا بالدفاع الشعبي في السودان وفي محافظة ام القري خاصة والتحية لرمز عزتنا السيد الرئيس عمر البشير