بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات مع النفس مع نهاية العام الهجري 1431هـ ( الجرد السنوي )
إخوتي ونحن في نهاية العام نحمد الله الذي هدانا للإسلام وانعم علينا بالصحة وبلغنا إلي نهاية العام ولحيث إننا لانعرف إلي متى نعيش فدعونا نقف مع أنفسنا قليلا ولحيث إني اعمل محاسب بالمملكة العربية السعودية والمؤسسة التي اعمل فيها تتعامل مع محلات كثيرة وكل واحد من هذه المحلات في هذه الأيام بمجرد ماتتصل عليه يقول لك عندنا جرد نهاية العام ولحيث إننا نجرد ونحول الأرصدة الجديدة بعد إهلاك الأصول ونتعرقف علي كم قد ربحنا في العام وأي المحلات ربحت أكثر حتى نركز عليها ونعرف أي المحلات اقل ربحا حتى ندعمها ونعرف أسباب القصور ويعمل صاحب المؤسسة جلسة أخر العام يقيم فيها العمل بعد نتيجة الجرد ،
خطرت علي نفسي أن اكتب هذه الكلمة (( الجرد السنوي ))
إخوتي هل جردنا حسابنا الأخروي مع أنفسنا ؟
علي الطريقة التي نتعامل بها في عمل الدنيا
رأس المال = الأصول ــ ناقص الخصوم
1/ وإذا اعتبرنا أن الفرائض كالشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج وباقي العبادات كلها هي رأس مال لنا
واعتبرنا الصحة التي متعنا بها الله مع المعافاة من الأمراض هي حق دائن من الله علينا أصول ثابتة أيضا
وإذا اعتبرنا الروح التي منحنا إياها الله هي دائن من الأصول الثابتة إن صح التعبير واعتبرنا أنفسنا كمخدمين
ولله المثل الاعلي ولان أصلا الروح ملك لله وهي من أمر الله وليس منا من يملك روحه أو له الحق في أن يتصرف فيها ومن يزهقا بتردي أو انتحار فهو في نار جهنم كما ورد في الأثر
وإذا اعتبرنا أن العمر أيضا من الأصول الثابتة ويتم منه استهلاك يومي ووضعنا في أنفسنا أن نسبة في المية تخصم سنويا من أصول التجارة لان قيمة السيارات والمعدات تقل في نهاية العام عن جدتها وقت الشراء
فكم نرحل للعام الجديد ؟ مع العجز في الحركة وقلة النشاط ؟
وإذا اعتبرنا العمر هو من الأصول المتداولة ويرحل في كل عام مع الخير الذي قمنا به علي الوجه الذي
تعلمناه من رسولتا فهل اقتدينا وقمنا بهذه الاشياء ام التقصير حاصل وهذا هو الدائن لله علينا
2/ وإذا اعتبرنا شكرنا لله علي النعمة وهو الذي يزيد منها ويجعلنا نحافظ عليها وقد علمنا الرسول صلي الله عليه وسلم بان نتاجر مع الله وندعو بجوامع الكلم ونصل أرحامنا حتي يبارك في عمرنا وان نستعين به علي الطاعة بان نقول اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فهل جعلنا من أنفسنا رقيبا علي أن تكون عبادتنا حسنة وعلمنا رسولنا الكريم بان نطلب من الله أن يسترنا وان يجبرنا وارزقنا وارحمنا وعافنا واعف عنا ، وإذا كان نهجه وأسلوبه وأخلاقه التي كان يتخلق بها هي التي أصبحت قدوتنا ، مع اجتهاده في العبادة لدرجة انه كان يصلي حتى تتورم قدماهـ من النوافل وهو العبد الشكور فهل تتطوعنا لنجبر التقصير غير الحقوق التي علينا لوالدينا وعلي أوطاننا وعلي أبنائنا وحتى لانخسر أتمني أن نقوم عمل هذا العام ونستشعر عظمة الله ومانقوم به لايساوي أي شي مما هو مطلوب اللهم إلا أن يترحمنا الله برحمته
3/ رضي الله سبحانه وتعالي هو المقصد لأنه سبحانه خلقنا للعبادة( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فكيف نحققه وكيف نعرف أننا علي الطريق فلنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ونري أعمالنا يوم تري الناس سكارى وماهم بسكارا ولكن عذاب الله شديد و( نعرفه إذا تزوقنا حلاوة الإيمان وأحببنا الرسول لدرجة يكون الله ورسوله أحب إلينا من أنفسنا الذي بين أيدينا
والدليل علي ذلك هو ميزان الشريعة فلنقيس به كل أعمالنا هل هي مع الشرع علي ما أمرنا به ومع مانهينا عنه ولنهتدي بهديه صلي الله عليه وسلم في قوله اقتنم خمس قبل خمس فراقك قبل شقلك وشبابك قبل هرمل وصحتك قبل سقمك وحياتك قبل موتك وسوف نسال عن مالنا فيما جلبناه وفيما انفقناه ولنستعد للحساب بالعمل الصالح
وكل عام اخوتي وجميع المسلمين بخير مع تحيات عبد الجليل ابوعاقلة سوداني يعمل بالسعودية