أبوالمنذر
المساهمات : 147 تاريخ التسجيل : 26/08/2010
| موضوع: جنوب السودان .. لمحات قبل الاستفتاء الأربعاء 24 نوفمبر - 16:13:43 | |
| جنوب السودان هو الجزء الجنوبي من جمهورية السودان وهو أقليم حكم ذاتي له حكومة وجيش عاصمته وكبرى مدنه هي جوبا ومن أكبر مدنه هي واو وملكال ورومبيك وأويل وياي، ويعد هذا الإقليم من النقط الساخنة في العالم لما يوجد من خلافات بشأنه.
التاريخ السياسي: يعد التاريخ السياسي لهذا الإقليم من الملفات المهمة لفهم طبيعة السودان الخاصة، حيث تضافرت مجموعة من العوامل علي تقسيم السودان معنويا قبل أن تصبح حدوديا، ومؤججة لكثير من الصراعات حيث انه في باديء الامر قامت السياسات الاستعمارية علي اظهار الاختلافات الاثنية واللغوية والعرقية والدينية، وفرقت بريطانيا في التعامل مع الجنوب والشمال في قضايا أهمها التعليم، فبدأت تظهر الاختلافات الثقافية وساد اعتقاد لدي الاوساط المسيحية في الجنوب ان الشماليين هم تجار رقيق وبعد جلاء القوات بريطانيا وانفصال السودان عن مصر طالب الجنوبيون ان يكون لهم نظام خاص لهم داخل الدولة السودانية الموحدة، وهو الاخذ بنظام الفدرالية ولكن الحكومة رفضت الاقتراح معللة انه يؤدي الي انفصال الجنوب كتطور طبيعي. وفي اغسطس 1955 تمرد بعض أعضاء الفرقة الجنوبية من الجيش السوداني باِيعاز من بريطانيا ضد الشمال ,حيث كانت هناك شكوك لدي الجنوبيين علي سياسات وزارة إسماعيل الازهري التي تشكلت في يناير من نفس العام. وفي 1958 تولي الحكومة العسكرية ابراهيم عبود التي اتبعت سياسة التذويب بالقوة ضد الجنوبيين، وادي ذلك الي مطالبة الاحزاب الجنوبية وعلي راسهم حزب سانو باستقلال الجنوب ,كما تم تشكيل حركة انانيا التي بدأت عملياتها العسكرية في 1963، وبعد الشد والجذب تم بحث تسوية سلمية للصراع ,حيث عقد مؤتمر المائدة المستديرة 1965. وفي 1972 تم توقيع اتفاق اديس بابا حيث اعطي للإقليم الجنوبي حكم ذاتي في اطار السودان الموحد. وفي يوليو وسبتمبر 1983اصدر الرئيس السابق المرحوم جعفر نميري عدة قرارات اطاحت باتفاق اديس بابا ,منها تقسيم إقليم السودان الي ثلاثة أقاليم ونقل الكتيبة (105) و بعض الجنود الي الشمال واتهام قائدها (كاربينو كوانين) باِختلاس اموال، وتم ارسال قوات لاخضاعها فأدي الي هروبها الي الادغال الاستوائية لتصبح فيما بعد نواة لجيش الرب، فكلفت الحكومة العقيد جون جارنج لتأديب الكتيبة، اِلا انه اعلن انضمامه الي المتمردين مؤسساً الحركة الشعبية لتحرير السودان ولها جناح عسكري عبارة عن جيش، واعلن جرانج ان هدف الحركة هو تأسيس سودان علماني جديد قائم علي المساواة والعدل الاقتصادي والاجتماعي داخل سودان موحد رافعا شعارات يسارية فحصل علي دعم كل من اثيوبيا وكينيا ,خصوصا الرئيس الاثيوبي مانجستو هيلا ماريام. بعد الاطاحة بنظام جعفر نميري عبر انتفاضة شعبية 1985 كان هناك امل في التوصل الي اتفاق مع الحركة ولكنه فشل بعد اجتماع رئيس الوزراء الجديد الصادق المهدي مع جارنج 1986 وفي نوفمبر 1988 تم ابرام اتفاق بين جارانج و محمد عثمان الميرغني في اديس بابا ,و الذي نص علي تجميد قرارت سبتمبر 1983، ولكن هذا الاتفاق لم يأخذ طريقه الي التنفيذ بعد انقلاب يونيو 1989 بقيادة عمرو البشير. وبعد تولي القيادة الجديدة 1989 ,رفعت القيادة شعار الجهاد الإسلامي ضد القوي الجنوبية مستعينة بتسليح مليشيات تدعي فوات الدفاع الشعبي ,وحققت الحكومة عدة انتصارات عسكرية. وفي اغسطس 1991 وبعد سقوط نظام منجستو وانشقت الحركة الشعبية، حاولت الحكومة الاستفادة من هذا الانشقاق فأجرت الاتصال منفردة مع لام اكول بوثيقة عرفت باسم وثيقة فرانكفورت يناير 1992 إلا أن الحكومة السودانية انكرتها بعد ذلك. وفي عام مايو 1992 تحت رعاية الرئيس النيجيري الاسبق ابراهيم بابانجيدا الجولة الأولي للمفاوضات في أبوجا ثم الجولة الثانية في مايو 1993، ولكن لم تسفر هذه المفاوضات عن اي شيْ وتضاعفت الجهود الدولية من خلال منظمة الايجاد مهمشين الدور العربي خصوصا مصر ولبيا حيث انها تسعي نحوي سودان موحد غير انفصالي للجنوبيين فيه صلاحيات واسعة ؛ الي ان تم توقيع اتفاق اطاري يسمي بروتوكول ماشاكوس في يوليو 2002، اعطي الجنوب حكم ذاتي لفترة انتقالية مدتها 6 سنوات ,و حق تقرير المصير ,و فرصة للجنوبيين للتفكير في الانفصال ,و بناء مؤسسات الحكم الانتقالية كانوع من الضمانات. وفي 9 يناير 2005 وقعت الحكومة اتفاق نيفاشا الشامل للسلام وتنص بنوده علي : • حق تقرير المصير عام 2011 اي بعد 6 سنوات. • اجراء انتخابات عامة علي كافة المستويات في مدة لا تتجاوز 2009. • تقاسم السلطة. • تقاسم الثروة. • إدارة المناطق المهمشة بين الشمال والجنوب. • الترتيبات الأمنية.
الهيكل والحدود: يضم جنوب السودان عشر ولايات، وقعت الحركة الشعبية (ممثلة الجنوب) على اتفاق نيفاشا السلام مع الحكومة في 9 يناير 2005 في نيفاشا - كينيا، لوضع حد للحرب الأهلية السودانيه التانيه 1983 - 2005. وسيكون هنالك استفتاء في اليوم التاسع من يناير عام 2011 بخصوص الإبقاء على الاتحاد مع الشمال أو تكوين دولة مستقلة. حدود جنوب السودان من الجنوب شرق اثيوبيا وكينيا واوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية، وجمهورية أفريقيا الوسطى من الغرب. ومن الشَمَال باقى ولايات السودان.
الخصائص: تبلغ مساحة جنوب السودان أكثر من 600,000 كم مربع تقريبا، الجنوبي السوداني في الغالب يعتنق معتقدات محلية أو المسيحية، وتحديدا الكنيسة الاسقفية للسودان والكنيسة الكاثوليكية الرومانية. جنوب السودان فيها مجموعات عرقية ولغات اكتر من الشمال. تسكنها قبائل أفريقية بعضها نيلية مثل الدينكا والنوير والشيرلوك والشلوك وباري والأشولي والجور وبعضها نيلية حامية مثل الباريا واللاتوكا والمورلي وبعضها الآخر سودانية بانتوية مثل الزاندى والفرتيت. ويقدر سكان جنوب السودان بما يقارب 7 ملايين نسمة ولا يوجد تعداد دقيق للجماعات العرقية. عموما يعتقد أن أكبر جماعة عرقية هي الدينكا، النوير، الشلوك وأتباع ديانات مختلفة مثل المسيحية والديانات المحلية واللادينيون وبينهم قلة من المسلمين.
اللغة: توجد في جنوب السودان مجموعات قبلية ولغات أكثر من الشمال. لغة التعليم والحكومة والأعمال هي الإنجليزية ،وهي اللغة الرسمية لجنوب السودان منذ 1928، واعترف بها كلغة أساسية لجنوب السودان في اواخر التمانينات.اللغة العربية المتميزة في جنوب السودان والتي تعرف باسم (عربي جوبا) تكونت في القرن التاسع عشر بين أحفاد العساكر السودانيين وهي منحدرة أصلا من لغة قبيلة باري تستخدم على نطاق واسع في خليط مع اللغة العربية التي تتخاطب بها القبائل الجنوبية مع بعضها. توجد ثلاث لغات أفريقية يتم استخدامها بشكل كبير وهم طوك جينق ينطق بها حوالي(30,000) وطوك ناس ينطق بها حوالي(1,400,000) وطوك شلو ينطق بها حوالي (1,000,000). لغة النوير تستعمل في ولاية الوحدة(يونيتي) وولاية جونقلى ولغة شلوك تستعمل في ولاية اعالي النيل.
الاتفاق الجنوبي - الجنوبي: بعد موت جون قرنق اتحد جيش تحرير الشعب السوداني وقوات دفاع جنوب السودان يناير 2006 سمي بإعلان جوبا، وتم انتخاب الجنرال ماتيب نائب للقائد وتضاعفت عدد القوات المسلحة من 30.000 إلى 130.000 جندي.
الاقتصاد: جنوب السودان هي منطقة غنية بالموارد الطبيعية وتعتبر البترول من أهم الصادرات حيث تتركز فيه ما نسبته 85% من احتياطي السودان. تتركز الثروة البترولية والمعادن في النوير ومدن النيل من الشمال التي توجد فيها تجمعات من النويريين.
الكارثة: يعد انفصال الجنوب كارثة بكل المقاييس .. وكل المؤشرات تؤدي الآن إلى الانفصال، بحكم أن الانفصال هو رغبة الدول الغربية لا سيما أمريكا التي تدعم الجنوب بلا حدود وبالتالي تدعم الانفصال بل وترسم السياسة للقيادات الجنوبية لتشجيع الانفصال .. وكذلك إسرائيل من أجل خلق حلفاء جدد ومد ذراع لها في وسط إلى جنوب القارة الأفريقية .. ولأجل الهيمنة على مصادر المياه .. ومن المؤشرات أيضاً النزعة الانفصالية لـ90% من القيادات الجنوبية ومقدرتهم الإعلامية والتبشيرية المباشرة على الناخب الجنوبي في الجنوب .. وبالرغم من بعض الإيجابيات القليلة لانفصال الجنوب إلا أنه يعد كارثة لأنه يلقي بظلاله السالبة (اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً وأمنياً) على الشمال والجنوب المنفصلين بالسواء .. ونتضرع إلى الله أن يقى السودان والمنطقة شرور الاستفتاء والانفصال .. المصدر: موسوعة ويكيبيديا الحرة | |
|